الرافدين
اهلا بك زائرنا الكريم
الرافدين
اهلا بك زائرنا الكريم
الرافدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرافدين

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
الرافدين للانتاج والتوزيع الفني ترحب بكم في منتداها الخاص

 

 ضـرب النساء.. منقصة في رجولة الرجال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
emad
Admin
Admin
emad


ذكر الجوزاء

نقاط : 5150
التقيم : 16
تاريخ التسجيل : 02/07/2010
العمر : 64
الموقع : الرافدين
المزاج : مشغول البال

ضـرب النساء.. منقصة في رجولة الرجال Empty
مُساهمةموضوع: ضـرب النساء.. منقصة في رجولة الرجال   ضـرب النساء.. منقصة في رجولة الرجال I_icon_minitimeالخميس يوليو 08, 2010 4:56 am

النساء شقائق الرجال ولسن إماء ولاملك يمين Sad

لا أكتب في هذا الموضوع الشائك دفاعًا عن المرأة وحقوقها، فكل كلمة صدرت عن هذا القلم في الدفاع عن الإنسان وحقوقه وحرياته تشمل المرأة كما تشمل الرجل، ومن يزعم الدفاع عن الإنسان مستثنيًا المرأة بدعوى تخصيصها بحقوق أخرى وحريات أخرى، مشكوك في تصوّراته وأطروحاته وغاياته.

ولا أكتب دفاعًا عن أنوثة المرأة، فالحركة النسوية الغربية ومن نقل عنها؛ إذ ربطت بين تحرير المرأة وزعم تحقيق ذلك عن طريق أن تكون "رجلاً" أو كالرجال في هذا الميدان أو ذاك، جعلت من الأنوثة سبّة فأساءت إلى جنس النساء إساءة كبرى، وأضعفت قدرتهنّ على تحصيل حقوقهن وحرياتهن، بدلاً من دعمهن على هذا الطريق المشترك، طريق الإنسان (من ذكر أو أنثى) بلا تمييز.

دفاعًا عن الرجولة:
إنما أكتب دفاعًا عن رجولة الرجل، فكل رجل يتخذ من قوّته الجسدية منطلقًا للتعبير عن رأيه وموقفه، أو فرض رأيه وموقفه، تجاه من هو أضعف منه جسدًا، وإن كان رجلاً مثله، يفقد الكثير من معنى الرجولة فيه، ويفقد كثيرًا من معنى انتسابه إلى جنس الإنسان، فكيف إذا صنع ذلك تجاه النساء، وهنّ على التعميم أضعف جسديًّا من الرجال، لا سيما أن غالب من يصنعون ذلك إنما يصنعونه في إطار أسرهم وعائلاتهم، فيمارسون عدوانهم تجاه أخواتهم أو بناتهم أو أزواجهم، مستغلّين حرصهنّ في الأعم الأغلب، على بقاء ما يجري وراء جدران الخصوصية الأسرية، فهم بذلك يرتكبون عدة آثام دفعة واحدة، إثم الاعتداء على من هو أضعف جسديًّا منهم، وإثم الاعتداء على اللبنة الأساسية في تكوين مجتمع قادر على النهوض والبناء، وإثم الاعتداء على مستقبل الأمة من خلال الاعتداء على تربية الأطفال من الأبناء والبنات داخل الأسرة، وإثم الاعتداء على الإسلام نفسه، فكثير مما يصنعه الرجال المسلمون من ذلك ينسبونه إلى ما "أحلّ الله لهم" تجاه النساء، قوامة وتأديبًا، وبئس هذا من ادّعاء..!

لقد كانت ظاهرة انتهاك حقوق المرأة إلى درجة الاعتداء عليها دون حساب ولا عقاب، أحد المداخل الرئيسية والحاسمة، في نشر دعوات التخلّي عن الإسلام وممارسته في الحياة والحكم، منذ بداية القرن الميلادي العشرين، وبلغت أوجها قبل نهايته، بينما وصلت المسلمات أو نسبة كبيرة منهنّ -كالرجال- إلى الاهتداء للإسلام مجدّدًا، والحرص على الأخذ به، ولا يزال الكثير أمامهنّ في طريق الصحوة الكبرى التي نعايشها على صعيد جيلنا المعاصر، من الفتيات والفتيان.

والجدير بالذكر أن استغلال الغرب -وفي ذيله المتغرّبون- لهذه الظاهرة في البلدان الإسلامية، لا يقوم على منطق ولا واقع، ويكفي التنويه على هامش الحديث أن الغرب شهد خلال العقود القليلة الماضية التي اعتبرت عقود النهوض بتحرير المرأة، ارتفاع نسبة الاعتداء على النساء بالضرب وسواه، داخل الأسر والعائلات وخارج نطاقها، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل جيل واحد، فبلغ نسبة تزيد على 40% من بين النساء المتزوّجات، حتى ضاقت باللجوء إليها (المآوي) التي أنشئت لمعونتهنّ، وتضاعف عددها عامًا بعد عام.

كما أن انتشار تلك الظاهرة المخزية في البلدان الإسلامية لم يكن في ظلّ توجيه الإسلام لميادين التربية والسلوك والعلم والمعرفة والحياة الاجتماعية والأدبية والفكرية والفنية وأسباب الحكم والسياسة، بل انتشرت هذه الظاهرة وبلغت مستويات خطيرة، في مرحلة توجيه صانعي القرار في هذه الميادين جميعًا، للتجهيل بالإسلام، والإساءة إليه، وإقصائه، وحصار دعاته، والحرب عليه بكل وسيلة.

نحن في ظاهرة "ضرب النساء" أمام أحد النتوءات الشاذة الناشئة عن البعد عن الإسلام لا تطبيقه، واستغلاله لا معرفته والعمل بأحكامه، والإساءة إليه من خلال نسبة ذلك الشذوذ في فهم الرجولة وممارستها والانحراف عن فهمها الإسلامي الإنساني.

اجتهادات خاطئة:
ولكن.. ماذا عن الآية التي ورد فيها ضرب النساء كآخر حلّ عند خوف النشوز والحرص على عدم الطلاق؟..

ليس في السطور التالية ما يعطي اجتهادًا فقهيًّا، وأعيذ نفسي من التجرؤ على فتوى لست أهلاً لها، إنما أطرح ما أطرح انطلاقًا من استيعاب دين الإسلام وكتاب الله تعالى والحديث الشريف، وجميع ذلك لعامّة المسلمين، فهم المطالبون باستيعابه، فهمًا وتطبيقًا، ومحاسَبون على ذلك بين يدي الله عز وجل، يوم يأتيه كل منهم فردًا، ولا حساب لولا أن على الفرد حمل المسئولية عمّا يفهم ويطبّق، وليس الإسلام مُنزلاً فقط للخاصة من المسلمين، من مجتهدين وفقهاء وعلماء، مع عدم التشكيك إطلاقًا في موقعهم مرجعًا للعلم بالتفاصيل والفقه بالأحكام والاجتهاد بالفتاوى، وسريان مفعول ذلك على المسلمين بقدر ما يستقرّ المجتمع الإسلامي وتستقيم قضايا الاجتهاد فيه، وبقدر ما ينطلقون من القواعد الأصولية التشريعية، بما فيها مراعاة أحوال الناس وأعرافهم والزمن الذي يعيشون فيه، ولا غرابة أن نجد من المجتهدين المعاصرين الموثوقين اليوم، من يجتهد بغير ما اجتهد به أسلافهم بالأمس.

ولكل مسلم ومسلمة حق المراجعة والاعتراض على ما هو من الاجتهاد لا من النصوص القطعية الورود والدلالة، أو ما يُعرف من الدين بالضرورة، وذاك ما علّمنا إياه القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، في أكثر من مناسبة، كما كان في قصة المجادلة، أو قصة الشابة السائلة عن حق أبيها في إكراهها على الزواج بمن لا تريد، أو قصة المنزل الأنسب للمسلمين في موقعة بدر.

تغييب القدوة النبوية:
وليس مجهولاً للمسلم أن ما نزل مجملاً في القرآن الكريم إنما يستمدّ الصيغة العملية لتطبيقه من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف نصنع ذلك في شكل الصلاة المفروضة وهي الركن الثاني في الإسلام، ولا نصنع مثل ذلك من الاقتداء به والأخذ ببيانه وتفصيله وممارسته، في تطبيق الآية المشار إليها بشأن "ضرب النساء"؟..

هل وصل إلى أولئك الذين يزعمون تطبيق الإسلام في ضرب النساء المسلمات العفيفات داخل بيوتهن شيء من ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم على نحو ما يصنعون؟.. أم وصل إليهم بدلاً من ذلك الحديث المشهور عن الجارية الصغيرة يعلن لها ولنا أنه لولا مخافة الله لأوجعها بالسواك الذي كان في يده، وما فعل ذلك..!

هل وصل إلى أولئك أنه صلى الله عليه وسلم غضب لشأن من شئونه الشخصية، تجاه أي إنسان، وليس تجاه النساء فقط، ففقد سيطرته على نفسه، فصدرت عنه شتيمة مهينة كما تصدر عن بعض "الرجال" المسلمين، وهم بذلك يهينون أنفسهم ورجولتهم قبل إهانة أحد من الناس.. ناهيك عن أن يكون صلى الله عليه وسلم قد غضب لنفسه في أي حالة من حالاته فانهال ضربًا على إنسان، كبير أو صغير، ذكر أو أنثى؟..

ثم إن من نسائنا هذه الأيام، مثلما كان في عصر الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، من هي أعمق إيمانًا وأكمل إسلامًا، من أخيها أو أبيها أو زوجها، فهل أصبحت قوامته عليها بالإعالة كي لا ينشأ جيل من الأطفال دون تربية قويمة، تبيح له أن يفرض رأيه حتى بالإهانة والضرب، لمجرد أنه رجل أو أنه يحسب نفسه رجلاً ويظنّ رجولته غير متحققة إلا من خلال فرض ما يريد.. فذاك منزله الذي يملك فيه الأمر والنهي، وتلك زوجه التي يملكها كما يملك الأثاث في ذلك المنزل!..

وكيف نفهم آنذاك الرحمة والمودّة أساسًا للحياة الزوجية، أو نفهم الولاية المشتركة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للخير أساسًا للعلاقات في مجتمع إسلامي "بعضه من بعض" رجالاً ونساء!..

كيف نُغفل أو ننسى أو نتغافل ونتناسى بتأثير الغضب حينا والعنجهية باسم الرجولة حينًا آخر، جميع ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة المطهّرة وحياة الصحابة، عن العلاقة بين النساء والرجال، وكيف كانت قائمة على الواجبات قبل الحقوق، والمساواة لا التمييز، والتعاون لا الخصومة، والمحبة والأخوّة لا العداء "والحرب الأسرية"، فلا نذكر شيئًا من ذلك، ولكن نذكر آية كريمة واحدة، ما أنزلت قطعًا بأمر الرجال بالضرب أو الإهانة في حياتهم الأسرية، بل أنزلت لمعالجة النشوز، وبشروط، وما أقل النشوز عند النساء المسلمات أو غالبيتهن الكبرى؛ لتكون تلك المعالجة المشروطة بديلاً عن الطلاق، وقد ارتفعت نسبته في بلاد المسلمين بقدر ازدياد بُعدهم عن روح الإسلام لا نصوصه فقط، وبقدر الانتقائية التي يمارسها أفرادهم كلٌّ على حسب ما يسوّغ له ممارسة ما انتقل إليه هو من وراثة اجتماعية شاذة لا إسلامية قويمة، وفي حقبة البعد عن الإسلام وإقصائه لا الحرص عليه وتطبيقه.

البيوت منطلق التغيير:
كم رددنا ونردد أن التغيير يبدأ بالنفس، وكم مارسنا ونمارس محاولة تغيير "الآخر" أولاً، ليس على مستوى دولة وأمة فحسب، بل على مستوى الأسر وراء الجدران.

إن من يعجز من الرجال عن إثبات رجولته بقدرته على استيعاب أخطاء الآخرين في أسرته وحيِّه، يستحيل أن يثبت رجولته من خلال معارضة الانحراف في مجتمعه وبلده وعلى مستوى أمته في عالمه وعصره.

إن الرجولة (والأنوثة مثلها) إنما تتحقق من خلال أن يكون الإنسان إنسانًا، وكم نقول ونكتب إن أولئك الذين يفرضون بالقوة ساعة ملكهم لأسباب القوة أكثر من سواهم، ما يريدون هم على بلادهم، قمعًا واعتقالاً وتنكيلاً وتعذيبًا، قد فقدوا جانبًا من إنسانيتهم، ناهيك عن جانب من إسلامهم إن كانوا من المسلمين، ولا نقول أو نكتب إن أولئك الذين يحوّلون بيوتهم الأسرية إلى خلية مصغرة عن الدولة التي يريدون تغيير أوضاعها، أو إلى صور شبيهة بمعتقلاتها وأقبية مخابراتها، قد فقدوا بعض إنسانيتهم، ومن يفقد ذلك يفقد بعض انتمائه إلى الإسلام أيضًا.

النساء شقائق الرجال ولسن إماء لهم ولا ملك يمينهم، ومن النساء من يفضل الرجال بالإيمان والتقوى، فلا فضل للرجال عليهن بقوامة يسيئون فهمها وتطبيقها، ولا يرون من مسئوليتهم المالية المادية من خلالها، سوى التحكم بأسرهم وبيوتهم كما يشاءون دون معيار قويم، وضربُ النساء آفة من الآفات الاجتماعية التي تسرّبت إلى بلادنا نتيجة تغييب الإسلام، وليست أمرًا قرآنيًّا إسلاميًّا يمارسه الرجال على حسب أهوائهم وإن كانوا لا يفقهون من الإسلام إلا النزر اليسير.

وليس من أحد يمكن أن يفقه الإسلام كما علمه وفقهه وبلّغه محمد صلى الله عليه وسلم، وما غضب لنفسه قط، ولا أساء بكلمة نابية أو بيدٍ معتدية على إنسان قط، وهو في ذلك المرجع لنا قبل أي فقيه ومجتهد على مرّ العصور إلى يوم القيامة، في استيعاب ديننا وتطبيقه، وفي الدعوة إليه ونشره، رحمة للعالمين، وذاك ما جعلناه شعارًا للتعامل مع الآخر، من أصحاب الديانات والاتجاهات والتصوّرات الأخرى، وفينا من لا يحسن تطبيقه مع أقرب المقرّبين إليه.


..منقول من موقع إسلام أون لاين.نت..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://emad.ephpbb.com
 
ضـرب النساء.. منقصة في رجولة الرجال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرافدين :: المنتديات :: منتدى الاسره :: ادم وحواء-
انتقل الى: